((اضغط هنا)) الراصد المنير: مقالات دورية

كتابات وخواطر أبوطالب ألهاشمي

 
  مذكرات وحياة أبوطالب الهاشمي  
اهلاً و سهلاً

تجليات وجودية

 حينما تعصف النفوس بأحاسيس نوعية سريعة ضاربة شفاف القلب وعازفة على اوتار وثنايا العقل مع اندفاعات مادية وبيئية لحدث ما متميز . تشرئب الخلايا العصبية بانعكاسات وترددات تصاعدية ، اما تسمو الروح بانشراحات منبسطة تتراخى فيها كل الخلايا مترابطة مع انغام سمفونية الطبيعية مستلهمة كل خلاصات الجمال والسعادة والحبور المتسامي عند حدث يتطابق و ينسجم ويتناغم ويجذب كل العوامل الايجابية الفرحة ... وفي احيان اخرى تنقبض وتتوتر وتتشابك هذه الخلايا الطرفية في انعكاسات سوداوية كئيبة تضغط على الجسم بتشنجات عضلية تثير الدمع وتصاعد الانقباضات مما تميل الجسم الى كتلة صلبة تسحق الفكر والعقل وتسد الحواس وتجلب كل ماهو سلبي نافر .!! 

 واليوم بحمد الله اجد نفسي تتراقص فرحة منشرحة بعدما اعتراها الحزن والالم والتجشم على فقدان شخص عزيز نادر محترم شفاف ولمدة اكثر من اسبوع ، اجد نفسي في هذه اللحظات منفرجاً ليس لسبب معين محدد ... وانما لشعوري بتواجد رفيق الروح و تؤام القلب ، وتوافق افكاري و رؤياي مع شقيق العقل ، واخ عضيد في الاحاسيس والعواطف والوشاح الواحد الذي يمثل النسغ الصاعدالى المستقبل هكذا الانسان ينقبض لاسباب روحانية معقدة وينشرح لاسباب اخرى حتى وان تطابقت الظروف في المكان والزمان وتسامت في البعد الثالث المطلق في اللازمان و اللامكان . 

المهم ليدعو لي كل المحبين ان تستمر لحظات الانسجام الذاتي التي اعيشها الان في هذة الايام طيلة تواجد هذا التؤام الظرفي . وان تستمر اياماً و اسابيع و اشهراً اضافية . طالما ان النفس انطلقت بمنحى ايجابي تصاعدي وبوتائر عالية .. 

المهم ان نعيش هذه اللحظات وان نعض على ايدينا لتجاوز الالام الجسدية الذي لا تطاق فدائماً دعم الروح ومعنوياتها العالية تفوق وتفوز على مادية الجسد الظرفية .

ان الكينونة الجدلية للحزن والفرح ، والليل والنهار تتواجد في ثناياها في حركة لولبية بندولية لا انفكاك لها مع متوالي الزمن و المكان الابدية . 

علينا ان نجد مكونات الاسباب المعنوية و المادية لتزامن اللحظات الايجابية على حساب الاوقات السلبية حتى وان اوجدناها  شكلياً و ظاهرياً في الوعي و اللاوعي . في الاحاسيس و المدركات الذهنية او في واقع الاشياء التي تنتج من خلق الاجواء و البيئة المناسبة في زمان محسوس . 

مرحى لكل من كان سبباً في بث جذوة وبذرة التسامي الخلاق نحو انغام سمفونية جديدة خلاقة لكل امل وانشراح ومسرة وسلام . 

اه ما احلى النسبية عندما تتجه نحو سلم متصاعد متناغم متفتح نحو افاق فسحة و منطلقات لا متناهية في سموات زرقاء وردية زاهية لا داكن في الوانها شفافة الظل ومخملية الملمس لا اطراف ولا وزن ولا حدود لها فهي امتدادات الوجود وجوهر الذات في ادق ذرة ذرية ....!!!! 

كم انسان مدرك يملك حواسه و يسيطر على تناقضاته ، ويستطيع ويتمكن ويدرك ان له ارادة قادرة على تغيير مجريات احاسيسه ، انها قلة نادرة متوازنة تستطيع ايجاد جو تماثلي في اللاوعي لاسقاطها على بيئة مادية تتجاوز الاحداث و المحسوسات الوجودية التي تفرض تأثيراتها اللازمة لان النفس البشرية مهيأة لذلك وجودياً 

لم المس لحد الان سيطرة على النفس وتجليات ملموسة لا عند الصوفين و لاعند المتوحدين ... بل ولم اجدها في الاحلام و اللاوعي في الليل و النهار المهم وبدون تنظير ... البحث في الممكن المنظور هو الاستفادة من تلقف الاحداث المادية وتعظيمها و التماشي معها لايجادها حالات من التوازن العاطفي و خلق دوامة من التفاعلات الحياتية بأتجاه تفصيل عوامل التوافق الجسدي والروحي لاسناد وتعزيز حالات الانشراح النفسي وبهذا يخلق الانسان في محيطه ذكريات سارة تزيح الاحزان مهما بلغت شدتها للتخفيف من اثارها السلبية ... وهكذا كسر الانسان حواجز مؤلمة وكارثية مرت عليه عبر العصور و الازمان وما قصص نوح ويونس وايوب و السجاد وزينب وغاندي ومانديلا وغيرهم الا امثال حقيقية لا اسطورية عن التوازن و الامل و التجدد في الحياة وهي امثلة تقرب الافكار و تجردها من حالاتها الهرطقية الى واقع وجودي متجانس مع حركة الكون اللامنتهي . 

أبو طالب الهاشمي

2015/11/1

مذكرات و حياة أبوطالب الهاشمي - الصفحة الرئيسية -     المسار الصعب     الفجــــوة     العمارة الكحلاء     رؤى وأفكار في الاقتصاد والمال     التجارة الداخلية في العراق جزئيين    

     الملف الاقتصادي مجلة دورية اقتصاديه     مقالات وخواطر أبوطالب ألهاشمي اليوميه     شجرة العائلة     خارطة الموقع

اعلى الصفحة