|
شبه القارة الهندية ، هي منطقه في جنوب اسيا وتضم دول ((الهند , باكستان , بنغلاديش
, بوتان , نيبال , سريلانكا , ومالديف ...)) , وتمتد جنوبا في المحيط الهندي , بين
بحر العرب في الجنوب الغربي وخليج البنغال , وتحتوي على 40% من سكان اسيا .
وفي هذا المقال سأتناول الحديث عن الهند وباكستان وبنغلاديش , حيث زرتها ثلاث مرات
خلال الفترة من 1974 – لغاية1984 . بمناسبات تجاريه واقتصادية .
كانت اول زيارة لي لهذه البلدان , أن ترأست وفدا هندسيا , للتعاقد مع عدد من
المهندسين والفنيين للعمل في مشاريع وزارة التجارة , خاصة مشاريع المؤسسه العامه
للحبوب .
وفي باكستان زرنا ثلاث مدن رئيسيه هي كراجي , ولاهور , واسلام آباد , حيث قابلنا
عدد كبير من المهندسين والفنيين , وتم التعاقد مع عدد منهم , وأغلبهم خريجي
الجامعات الاوربية والامريكية .
وفي الهند زرنا نيودلهي , وبومباي , وكلكانا وتعاقدنا مع عدد آخر من المهندسين .
وعند زيارتنا الى دكا في بنغلاديش , لم نحصل الا على عشرة مهندسين وعشرة فنيين
مهنين للعمل في السايلوات ... رغم اننا قابلنا عددا لايقل عن مائه وخمسين شخصا .
وفي زيارتي الثانيه للهند كانت لحضور مؤتمر أقتصادي دولي , حيث القيت كلمة العراق ,
واجريت اتصالات تجارية عديدة خاصة في بومباي , وهي المدينه الاولى في الهند والمركز
الاقتصادي والثقافي والتجاري للهند وتقع على الساحل الغربي للهند وفيها الميناء ,
ومؤسسات مالية وتجاريه هامه من ضمنها بورصة بومباي , .ويبلغ عدد سكانها حوالي (11)
مليون نسمه .
وكان
التطور الهندي بطيئا , اذ لم يحقق خطوات أقتصادية كبيرة منذ استقلالها عام 1947
ولكن في مطلع الثمانينات حققت قفزات أقتصادية عاليه رغما بوتيرة عالية ونجحت
الحكومات المتعاقبة برفع مستوى المعيشه , وتخليص نسبه كبيرة من السكان من الفقر
والتهميش والحرمان واضعاف النظام الطبقي المتوارث , وخلق طبقه متوسطه كبيرة . ولمست
ذلك جليا عند زيارتي الثالثه للهند في منتصف عام 1984 .
أما انطباعاتي عن باكستان خلال زياراتي الثلاث اولها في عهد ذو الفقار علي بوتو ...
ومن المعروف ان باكستان هزمت في حرب 1971 . مع الهند وكان نتيجتها انفصال بنغلاديش
" باكستان الشرقيه " ... واستمر حكم " بوتو " حتى انقلاب عام 1977 حينما نجح انقلاب
عسكري قادة الجنرال محمد ضياء الحق ... حيث نفذ حكم الاعدام بعلي بوتو عام 1979 ،
واعلن الحكم الاسلامي .
لقد حققت مع باكستان عدة صفقات لشراء الرز البسمتي ... ولقد ساعدني في ذلك السفير
العراقي آنذاك المرحوم عبد القادر الكيلاني ... حيث كان شخصيه مقدسة ومحترفه من قبل
الحكومة والشعب الباكستاني . وحصلنا على تسهيلات جيدة بالتعاقد والشحن الفوري من
كراجي .
ومن ملاحظاتي ... أنني أعجبت بمدينة لاهور وهي عاصمة اقليم البنجاب , وكانت عاصمة
الفزنيون وملوك المغول , وتقع على ضفاف نهر الراوي , وهي تشبه مدينة بغداد في كثير
من الوجوة .
ويقال
ان " اسلام آباد " هي العاصمة السياسية وكراشي العاصمة الاقتصادية , أما لاهور
بتاريخها فهي العاصمة الثقافية .
أما
زيارتي دكا " بنغلاديش " فهي زياره وحيدة بحدود عام 1974 , وهي تمتاز بالكثافة
السكانيه وترتفع بها معدلات الفقر وتصل الى حدود 25% حسب أحصائيات ذلك العام ,
والاسلام هو دين الغالبة ويبلغ تعداد سكانها حوالي (145) مليون نسمه .
وكان أول
رئيس لبنغلاديش عام 1971 مجيب الرحمن وحكم ايضا في عام 1975 , وتتعرض بنغلاديش
لفيضانات سنويه ناجمه عن الرياح الموسمية والاعاصير الحلزونيه
اعتمد
الشيخ مجيب الرحمن نظام الحزب الواحد عندما تولى رئاسة البلاد في عام 1975 . ولكنه
أغتيل حيث قام العسكريون بأنقلاب ذده في نفس العام وقد ترك الشيخ مجيب الرحمن خلفه
أبنته الشخه حسينه التي قادت المعارضه وحزب رابطة عرامي .
كما حدث
ان خلفت بينظير بوتو أباها ذو الفقار على بوتو وخلفت انديرا غاندي راجيف غاندي ...
!!
ويبقى
الزعيم الهندي موهانداس كارامشاند غاندي " المهاتما غاندي " رمزا للعصيان المدني
غير العنيف والمسالم , ويعود الفضل الاول لحصول الهند على استقلالها ... حيث تشهد
الان اصلاحات اقتصادية واسعة تعتبر من اسرع الاقتصادات نموا في العالم وها هنا
اليوم نرى تنافس التنين الصيني مع الفيل الابيض الهندي على اعلى وتائر النمو
الاقتصادي في العالم ... !!!
أبو طالب الهاشمي
2015/9/5 | 
