((اضغط هنا)) الراصد المنير: مقالات دورية

كتابات وخواطر أبوطالب ألهاشمي

 
  مذكرات وحياة أبوطالب الهاشمي  
اهلاً و سهلاً

الحركات الشبابية والتقنيات الحديثة

 آظهر الحراك الشعبي و الانتفاضات الاحتجاجية السياسية والاجتماعية ، التي شهدتها المنطقة العربية وبما يعرف (( بالربيع العربي الجديد ))... دوراً مهماً وبارزاً للتجمعات الشبابية ، وماتميزت من القدرة السريعة على الحشد و التجمع والتحريك الجماهيري . 

 ولقد اوجد الشباب طرق ووسائل تقنية حديثة ، ومكنتهم من تجاوز النقص في الموارد ... ومكنتهم من التخلص من الاطر الحزبية ، ومن قسوة بعض المؤسسات الاعلامية حيث شنو طريقاً مؤثراً و فعالاً ... هو الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي (( التويتر ، والفيسبوك )) واجهزة الاتصال الالكترونية الحديثة وخاصة هواتف (( النقال الذكية )) . 

لقد سخر الشباب  التقنيات الحديثة وتحويل الفضاء الافتراضي الالكتروني الى مواقع سريعة وفعالة تختزل المسافات والزمن والكلف . وتخترق الحدود والسدود والمواقع الحكومية التسلطية المستبدة ، وتفتح الابواب مسرعة امامهم للنقاش وتوحيد الرؤى والافكار ، وللوصول بسرعة لاتفاقات وتوقيتات حركية ، تطوي الحواجز و المدافع ... وتخترق الانسدادات السياسية والاجتماعية والقمعية ........ 

لقد نجح الشباب في تأسس حركات افتراضية عبر (( التواصل الاجتماعي )) وتحويلها الى حركات احتجاجية عملية تنفيذية ... وحققوا هذا الفخ الكبير بواسطة الاستفادة القصوى من هذه الوسائل التكنولوجية التي اتاحت لهم بتمويل التصورات والمنطلقات الافتراضية النظرية الى عمل واقعي مثمر .....سهل تعميم النداءات ، وفعل الحركات الاحتجاجية .... وحرك الجموع المتناثرة ، ووحد الافراد وسهل عمليات التعبئة والتشبيك ، وانضاج الافكار ، والتطلعات المستقبلية ، لمحاربة الظلم والطغيان والاستبداد ... والعمل على الاصلاح ، وتنظيم التمردات وخلق مناخات جديدة للثورة . 

 اصبحت (( المدونات الشبابية )) و المواقع الالكترونية وصفحات التعارف الاجتماعي وتبادل الرسائل النصية ، والمشاركة في الحوارات و التعليقات الالكترونية .... طفرة نوعية في الوعي الجمعي والحراك الشعبي ، مما خلق حركات حقيقة في الشارع العربي .... ساهمت في توسيع مشاركات الحركات الشبابية الاحتجاجية ، وظهورها كقوى سياسية واجتماعية فعالة منذ نهاية عام ٢٠١٠ . 

 ان نجاح الشباب العربي من نقل وتفصيل حركاتهم وتعبئتهم على ((الانترنيت ))حركات شعبية واصلاحية بل وثورية مؤثرة...

وانتهت مرحلة المشاركة التقليدية عبر الاحزاب والاطر السياسية وخلق محطات الكترونية جديدة عابرة للفضاء الافتراضي . 

هذه النورة الرقمية التقنية خلقت افاق متفتحة واجواء جديدة ، ومناخات سهلة ، لتبادل ونقل المعلومات وسهولة عمليات التشبيك و الربط والحشد والتعبئة . وكسر كل اسوار الاحتكار الاعلامي من السلطات السياسية التي تعبر عن الانظمة التقليدية الظالمة . 

 توسعت هذه الحركات الشبابية ونمت ونضجت ، وتوضح مسارها الثوري و التغييري النقدي .... وحققت بعض النجاحات الاصلاحية الاجتماعية و تغير بعض القيادات والانظمة الامنية الرجعية .... ولكن سرعان ما اعتمدت الانظمة اليمينية ( العربية ) الرجعية مدعومة من بعض الدول الغربية ... وسائل هجوم جديدة تتيح تجنيد قوى شبابية اسلاموية متطرفة تكفيرية ظلامية ... 

وخلقت ردة معاكسة  يمينية رجعية وحولت الربيع العربي الى خريف حالك يعيش بالتخريب والتدمير والتفكيك داخل الامة خراباً بالغاً  في كل الاشياء المادية والمعنوية والانسانية 

وتنامت هذه الحركات وتمددت .... بتمويل واسناد اجنبي ... عملت على تطوير وتجميع قدرات هذه الحركات التكفيرية .... ولقد استغلت هذه التنظيمات المواقع الالكترونية والتواصل الاجتماعي .... لتظليل وتجنيد الشباب في هذا الفكر الضال الاسود .... وكانت اجهزة تواصلهم و اعلامهم فعالاً وذات قدرات عالية من الناحية  المالية والفنية ويمتاز بخبرات تقنية من الدرجة الاولى . 

 لقد تعاظم دور الشباب في الحركات الاحتجاجية الكبرى و نأمل ان يتلمس طريقة لتكوين اطر تقدمية فعالة تسعى لارساء مشاريع النهضة و المعاصرة و الحداثة ، وبناء مشاريع تنموية ناهضة تتيح تشكيل حكومات مدنية قادرة على خلق تنمية ورفاه اقتصادي و اجتماعي ، واعادة بناء انظمة وطنية ديمقراطية متحررة تعيد للنسيج الاجتماعي وحدته و صلاحيته امام الهجمة الاجنبية وقوى الردة المتخلفة . 

ان هذه القوى الشبابية ؟ قد خلقت خطاباً وطنياً ناهضاً مبنياً على رفض الاستبداد و الطغيان و التخلف .... ولقد اعتمدت في خطابها وسائل شفافة واضحة ... واعتمدت في اسلوبها لغة بسيطة مفهومة لجميع المواطنين ... واتبعت في وسائل الاتصال الخلوية الحديثة .... التعبيرات النصية القصيرة حيث لا تتجاوز التعليقات عن (٧٠) حرف بالعربية ، على ان يتسع مربع 

(( الستاتوس )) في (( الفيسبوك )) ل((٢٤٠)) حرفاً ضمن حجم مستطيل محدود .... وقد اعتمد الجميع (( المدونون العرب )) الاسلوب الخطابي الذي يمكن استيعابه من كل الجمهور وعلى جميع المستويات الثقافية في الوطن .... مما خلق اسلوب عربي جديد في الكتابة والخطابة يرتكز على التاكيد على فكرة محورية  رغم ان هذا الاسلوب قد يؤدي الى ضعف التحليل ، وقد يتهم بعدم البلاغة الادبية وبالطبع ان هذه اللغة و الخطاب الجديد يختلف اختلافاً ملحوظاً عن اللغة والخطاب الادبي والعلمي بل يتهم بالركاكة في بعض الاحيان و يختلف عن اللهجة والخطاب الاعلامي الكلاسيكي .... وهو يتبع اسلوب لغوي بسيط يصلح قراءته و فهمه على وجه السرعة تحسب في كل مكان وزمان ، ومن جميع الاشخاص المتلقين صغاراً وكباراً ، متعلمين ومثقفين ... المهم ان تكون المعلومة مفهومة و مقنعة وذات اخراج جيد . و يتسق مع الاحداث والتطورات الامنية . 

 المهم ان تتحد كل الجهود لبناء وتكوين وتمكين الشباب والعمل على تنمية قدراتهم للمشاركة الفعالة في الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية و السياسية . 

 ان الاعتراف بالتعددية في العراق اذ انه مجتمع تعددي متنوع عرقياً ولغوياً و دينياً .... وهذا ما يتطلب مزيد من الديمقراطية و الحوار .... ومحاربة الاحتراب على الهوية وتحقيق العدالة والمساواة ، وايجاد الوسائل و الاليات لتطبيق العدالة الاجتماعية بالاضافة الى العدالة الانتقالية . 

 ان ايجاد مناخ ملائم من الحرية واحترام الرأي الاخر و اعتماد مناهج تعليمية وثقافية مثمرة .... سوف تتيح للشباب من ممارسه دورهم الاجتماعي والثقافي ، وفتح فرص جديدة للتوظيف ومحاربة البطالة ، ودفع العنصر النسوي وتمكينه من المشاركة الفعالة الايجابية في بناء وتوسيع المشاركة المجتمعية للشباب . 

  واذا كانت الاحزاب الكبيرة السياسية لم تشجع الشباب ،  ولم تسعى لاطلاق امكاناتهم وطاقاتهم المختلفة الا اني اعتقد بان التركيز على الشباب ومناصرة طموحاتهم و قضايهم ، وتوظيفهم في انشطة ايجابية فعالة .... وفتح منافذ تنمي اسرهم اقتصادياً .... ورعاية هواياتهم و ابداعاتهم و مشاركتهم المختلفة من مسؤولية الدولة والحكومة مباشرةً 

 ان هذا الاسلوب المتفتح واستعمال ادوات علمية و اجتماعية ناجحة ... كفيلة بدعم الشباب ودفعهم نحو محاربة التطرف والارهاب والتخلف .... فهم عماد المجتمع والدولة و الامة . 

 واخيراً اود ان اشير الى ان احصائيات (( التنمية البشرية )) تشير الى ان المحافظات الاكثر فقراً و عوزاً ، قد شهدت اعلى الارقام (( في التمكين الشبابي والثقافي )) فالمحافظات ذات الاولوية في زيادة امتلاك الحاسبة للشباب (( المثنى . ذي قار . واسط )) المحافظات ذات الاولوية في توسيع استخدام الانترنيت للشابات (( المثنى . القادسية ... ميسان )) 

 وهذا بالنتيجة يظهر بان تحرك الشباب في هذه المحافظات ، سيكون له اثار ايجابية مستقبلية للبحث عن التوسع في التمكين الاجتماعي و الاقتصادي ، والسياسي ...!!! ... وبهذا سيكون الشباب الكتلة الاكبر المؤثرة بالاحداث وهم الذين سيرسمون المستقبل العراقي وسيحلون بالتأكيد بشكل جذري المشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ...؟ ولكن اين طليعة تحركاتهم الاجتماعية ؟؟؟ سؤال يحتاج الى الاجابة من الواقع الموضوعي والاقتصادي .

أبو طالب الهاشمي

2015/6/25

مذكرات و حياة أبوطالب الهاشمي - الصفحة الرئيسية -     المسار الصعب     الفجــــوة     العمارة الكحلاء     رؤى وأفكار في الاقتصاد والمال     التجارة الداخلية في العراق جزئيين    

     الملف الاقتصادي مجلة دورية اقتصاديه     مقالات وخواطر أبوطالب ألهاشمي اليوميه     شجرة العائلة     خارطة الموقع

اعلى الصفحة