div id="page-wrap">
((اضغط هنا)) الراصد المنير: مقالات دورية

كتابات وخواطر أبوطالب ألهاشمي

 
  مذكرات وحياة أبوطالب الهاشمي  
اهلاً و سهلاً

استراتيجية الصبر الامريكي في العراق

انبرى اكثر المحللين السياسيين العراقيين و مكاتب الاستراتيجية .... لمناقشة الاستراتيجية الامريكية في العراق و المنطقة .. وكانما هناك امر جديد ، و متغير سريع .. والحقيقة من وجهة نظري ان ليس هناك تغيير في (( الاستراتيج )) و انما هناك تغيير في السياسات و التكتيك ، و التعبئة العسكرية ، و اللوجستيك الذي يخص التحركات الجديدة و متطلبات (( التحالف الدولي )) .. الجديد الذي انشأ لتوحيد قيادة حركات الناتو في المنطقة ، لتطويق (( الارهاب )) في العراق وسوريا او بالاحرى و الادق والاصح ، بتطويق حركة بعض العناصر الارهابية من (( تنظيمات داعش الاجانب بالذات )) المتواجدين في سوريا والعراق .. ليس حباً بهذين البلدين .. و انما خشية و خوفاً من عودة هؤلاء لبلادهم الاصلية في امريكا و اوربا الغربية وبعض البلدان العربية ، المتحالفة مع النفوذ الامبريالي و التي التقت مصالحها مع المصالح الصهيونية في اسرائيل و المنطقة ...!! 

وفات بعض المحللون الثوابت الاساسية في تحركات الناتو و (( الحلف الدولي )) الذي انشأ من بدايات (( الربيع العربي )) و التي تستند على ما يأتي :- 

١- اذكاء الصراعات و اثارة و تأجيج القتال بين ابناء الوطن و الامة الواحدة وخلق جذور الكراهية والحقد ، وايجاد ملاذات امنة (( لقوى الارهاب و محطات المخابرات )) لتقسيم الوطن العربي ، وتفتيت المجتمعات العربية شاقولياً و افقياً . و خلق ظروف موآتية لرسم خارطة الشرق الاوسط الجديد على اسس جديدة و امتداداً لمعاهدة - سايكس بيكو (١٩١٥) ومعاهدة سان ريمو لعام (١٩٢٠) ... لمساندة وحماية المصالح الاستراتيجية و حماية الكيان الصهيوني . 

٢- منذ احتلال العراق عام ٢٠٠٣ عمدت قوات التحالف بقيادة امريكا ، على زرع اسس تقسيم وتفتيت النسيج الاجتماعي ، ولهذا كلف (( بريمر )) على تحطيم وتهديم الدولة العراقية و القوات المسلحة ، ووضع تشريعات و قوانين تثبت بذور التقسيم ، ومسح اي امكانية لبناء دولة عراقية معاصرة مدنية ديمقراطية ... وهكذا تم بناء (( قانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية لهام ٢٠٠٤)) وفصل الحكم على اسس التقسيم الطائفي المذهبي . و العرقي العنصري و تشجيع بناء (( الحركات الاسلاموية )) المؤيدة بشكل عام لهذا المخطط منذ مؤتمرات (( لندن .. واربيل )) ولقد بني مجلس الحكم على هذه الاسس (( التقسيمية التفتيتية )) التي لا تهيئ اطلاقاً لبناء دولة مدنية حديثة ديمقراطية . 

٣- ولقد بنى الدستور على نفس هذه الاسس ، وكان في عدد من فقراته متناقضاً ، ويحمل في طياته الغام زرعت بعناية من خبراء امريكا ، لزيادة التحطيم والتفتيت ، فالديمقراطية والفدرالية ، وادارة الدولة بموجبه مستحيلة لانها متناقضة ومبهمة لا تسمح ببناء دولة مركزية ديمقراطية و لا تسمح حتى بتعديل (( الدستور )) عملياً وواقعياً . 

٤- ان الظروف الجديدة فتحت ابواب الصراع بشكل واسع بين التحالف الغربي بقيادة امريكا وحلفائها من امراء البترول الخليجي  في الدول المجاورة و كذلك مع (( الحركة الاسلاموية التركية (( العثمانية )) من جهة ... و التحالف الايراني - وحركات المقاومة والممانعة .. وبأسناد من (( روسيا الاتحادية )) وجهات دولية اخرى من جهة ثانية  فتحت  باب حرب باردة جديدة وكسرت سياسة القطب الامريكي الواحد . 

ولاننسى ان الطموحات الاسرائيلية الصهيونية التقت مع الحلف الاول . وكان من مصلحتها ان تنسق مع هذا المحور وخاصة وانه سمح لها بتوسيع سياسات التطبيع التي مهدت لها (( اتفاقية كامب ديفيد بالاساس )) و ملحقاتها 

٥- لقد حدثت تعديلات مهمة في الاستراتيجية الامريكية بين عهد بوش الابن (( وقادة اليمين الامريكي للحزب الجمهوري )) والتي تستند على التدخل المباشر و العسكري الفعال في شؤون تغير خرائط المنطقة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ... بينما اعتمد اوباما تعديلات رئيسية و هي الانسحاب العسكري المباشر من المنطقة و تكليف المشاركين و الاتباع في المنطقة لتنفيذ و تمويل صفحات السيطرة و الهيمنة ... وهكذا استمرت الخطوات التنفيذية لادامة خطوات (( التقسيم والتفتيت  في العراق والمنطقة ))... وهكذا بني اتفاق الاطار الاستراتيجي في العراق والولايات المتحدة الامريكية في ٢٠٠٨/١١/١٧ . وفي عهد اوباما استكمل انسحاب القوات الامريكية من العراق بشكل كامل .

ولقد بدأت الادارة الامريكية وخاصة بعد الازمة المالية ...!! احتساب كلف الحرب ، وقدر بعض الخبراء كلفة حرب العراق منذ عام ٢٠٠٣ و لغاية عام ٢٠١٤ بحدود ستمائة مليار دولار على الولايات المتحدة الامريكية وبحدود مائة مليار دولار على قوات التحالف و مجلس التعاون الخليجي ، و على العراق بحدود ثلاثمائة مليار 

لذا كلفت دول المنطقة و خاصة بعض مجلس التعاون الخليجي ، و بعض الحركات الاسلاموية الحاكمة في المنطقة . وتم الاستناد على الحركات السلفية الجهادية ، التي ولدت اساساً من حركات هجينية مغمورة ولدت من رحم القاعدة وتم تعديل خططها و بنيانها و هياكلها في مطابخ مخابرات (( حلف الناتو و مؤسسات اليمن المتطرف في اوربا واسرائيل و داخل بعض دول الجامعة العربية بعد ان سيطرت عليها  بعض الدول الخليجية و استعمالها جهاز لتحطيم وحرف الحركات الاجتماعية و التغييرية في الوطن العربي . عن اهدافها الاصلية و هكذا ما حدث في تونس وليبيا ومصر ، وسوريا ، ولبنان ، والعراق ..!! 

٦- ان اعادة تشكيل (( التحالف الدولي الجديد )) بقيادة امريكا والقيام بضربات جوية ، ليس تعديلاً خطيراً في (( الاستراتيجية الامريكية )) وانما هي تعديلات للاحاطة بالعناصر الاجنبية الارهابية ...!! وضمان عدم انتشارها لبلدان التحالف الغربي - الخليجي .. وحصر انشطتها في سوريا والعراق وعدم امتدادها و ارتدادها لهم مجدداً . و بهذا تم اعطاء اوليات و افضليات و ادوار لمحاربة بعض انواع الارهاب و التركيز على (( داعش )) لانه توسع بالاعتماد على العناصر الاجنبية غير (( السورية والعراقية )) و من ثم النصرة (( ومن المعروف )) ان البغدادي والجولاني هم من خريجي قاعدة بوكا و من المصدر الفكري (( والجهادي السلفي )) التكفيري ذات الامتدادات الخليجية ان كانت وهابية او سرورية ان محاربة (( الارهاب الامريكية )) لا تشمل عشرات القوى المسلحة مثل ((الجبهة الاسلامية )) و شقيقاتها المنتشره في سوريا _ لبنان _ العراق .. فهذه الحركات الارهابية مازالت تتنعم بمصادر التمويل والتسليح والدعم السياسي و المادي و الاعلامي ... مادامت حسب الاوساط الغربية تحارب نفوذ ايران في المنطقة لانها مازالت هي بؤرة محور الشر  ، وعدواً اول لامريكا و حلفائها خاصةً اسرائيل  .

٧- هذا مما جعل امريكا والتحالف الدولي في المنطقة يميلون للتريث واطالة المعركة و تحديد حرب الاستنزاف لمدة لا تقل عن ثلاث الى خمس سنوات و سميت استراتيجيتهم بالصبر الاستراتيجي  .... للاستفادة القصوى من هذه الحركات لتحطيم محور ايران /  سوريا / و منظمات المقاومة التي تقف عائقاً ضد مخططات التقسيم في المنطقة ... و الحللول الامريكية _ الصهيونية لانهاء النزاع العربي الاسرائيلي 

ان اطالة الحرب في المنطقة سيناريو امريكي واوربي... رغم  الادعاء بان امريكا مع وحدة العراق... فهذا غير صحيح ... اذ ان التقسيم اساس وجوهر الاستراتيجيات الامريكية و (( مشروع بايدن )) الذي اقره الكونغرس الامريكي .. و العلاقات الامريكية العراقية تستند و ترتكز على دويلات ثلاث كردية - شيعية - سنية و هذا ما تثبته كل الوقائع و الاحداث . و الحكومة المركزية ستبقى مظلة شكلية وقتية لحين حسم الصراع الانتخابي  الامريكي بين الديمقراطي الجمهوري 

 سيبقى العراق منطقة صراع حاد وحرب بين (( التحالف الدولي الجديد )) و بين ايران و قواها المتحالفة ... وهذه الحرب متعلقة بملفات استراتيجية عديدة بالمنطقة من اهمها الحفاظ على امن اسرائيل و الدول المتحالفة مع حلف الناتو 

لا تدفن رؤوسكم (( كالزرافات )) في الرمال ... و لاتديروا ظهوركم الى الوقائع و الاحداث فان محاربة (( الارهاب طويلة ...)) انها حرب استنزاف طويلة و ان مخططات التقسيم و التفتيت واقعة ومستمرة ..، اقرأو الاحداث و الوقائع فليس هناك الا تعديلات تكتيكية و تجميلية ... و حركات تطويق لبعض العناصر خرجت عن سيطرتها و اهدافها الرئيسية ... و ضرورة حصر هذه التنظيمات داخل المنطقة المخطط لها . حصراً ولزاماً

الكل يريد ان يقضم ارضاً من العراق ، لتحقيق اهدافه و مخططاته و مصالحه ... و اصبح العراق فريسة شهية (( للكبار والصغار )) و هذا ما يكشفه مخطط الصهاينة  . لمعالجة ازمة اللاجئين و المغتربين ... كتسوية كبرى في المنطقة ..!! 

والغريب اطلق بعض الباحثين مصطلح  ((  هجمة داعش الارهابية التكفيرية ...  خطة ((باء)) لمشروع بايدن التقسيمي )) 

 و مازالت الاتهامات و الشبهات تثار وتوجه ضد الغرب و حلف الناتو و اليمين الاسلاموي المتطرف ... بل واصر. البعض على اعتبار (( وحوش الفكر والتنظيمات المسلحة الجهادية السلفية ... جنوداً مرتزقة )) كلفوا بتنفيذ هذه المخططات الاطلسية - الصهيونية في المنطقة ...  ولكن البعض منهم تجاوز حدودة المرسومة . 

 ولكن من جهة اخرى اوضحت الولايات المتحدة الامريكية بشكل رسمي بأنها ضد الارهاب و تساند العراق الفدرالي الديمقراطي الموحد ضمن سياسات المحاصصة الثلاثية ... و انها انشأت التحالف الدولي لمحاربة (( داعش )) ومنع خطط توسعها  و استراتيجيتها صارمة لتصفية الارهابين الاجانب خلال ((٣-٥ سنوات )) على ان يلتزم العراقيين بقاعدة ((ثالثة الاثافي))  لتوازن المكونات على ان تعطى الاسبقية لتدريب وتسليح و تنظيم العشائر الغربية بالتنسيق مع بعض دول المنطقة ...!! و يتم العمل على تعميق المحاصصة السياسية الثلاثية  ( و خلال هذه الفترة ) بديلاً عن اليات الديمقراطية البرلمانية  .

واكد وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر في جلسة الكونغرس يوم امس بان امريكا ستوسع جهدها في قاعدة ((عين الاسد )) في الجزيرة الغربية من الرمادي وفي قاعدة التقدم في الحبانية للوقوف بوجه ليس الارهاب فحسب وانما ضد مخططات محور الشر ايران و حلفائها و لذلك سوف تقوم امريكا بالتنسيق مع حلفائها العرب بتسليح و تنظيم العشائر الغربية لحماية و ايجاد منطقة امنة للدفاع عن اسرائيل وهذا ما اثنى علية (( اسمث )) وبقية اعضاء لجنة الدفاع ... وكان هذا تفصيلاً و استطراداً لكارتر بدون تزويق ...... و الاستماع لهذه الجلسة وتعليقاتها توضح امور لا لبس ولا تخريجات ثانوية لها  ..!!! انها ليست تناقضات ثانوية طائفية وانما هي استراتيجية غربية لحماية مخططات التسوية النهائية مع اسرائيل .. ؟ 

ولقد عبر الشاعر العربي (( ابي نؤاس )) منتشياً و مترنحاً بهذه الابيات ... معبراً عن هذه الحالة ... 

دع عنك لومي فأن اللوم اغراء
وداوني بالتي كانت هي الداء
فقل لمن يدعي في العلم فلسفة
حفظت شيئاً و غابت عنك اشياء

  أبو طالب الهاشمي

2015/6/17

مذكرات و حياة أبوطالب الهاشمي - الصفحة الرئيسية -     المسار الصعب     الفجــــوة     العمارة الكحلاء     رؤى وأفكار في الاقتصاد والمال     التجارة الداخلية في العراق جزئيين    

     الملف الاقتصادي مجلة دورية اقتصاديه     مقالات وخواطر أبوطالب ألهاشمي اليوميه     شجرة العائلة     خارطة الموقع

اعلى الصفحة