((اضغط هنا)) الراصد المنير: مقالات دورية

كتابات وخواطر أبوطالب ألهاشمي

 
  مذكرات وحياة أبوطالب الهاشمي  
اهلاً و سهلاً

تسونامي الخبراء و المحللون و الاعلاميون

 ((... الكذاب ، و الدجال ، و المتملق ... يعيشون على حساب من يصغي اليهم ))                                                                                                                    

 ((لافونتين ))                     

 تعاظمت أعداد المحللين و الخبراء السياسيين ((العراقيين )) و أضيف اليهم اعداد هائلة من الوزراء و اعضاء المجالس المحلية في المحافظات ، واعضاء البرلمان و قيادات الاحزاب السياسية ، وانبثق منهم كم هائل من الخبراء و المحللين  الامنيين و العسكريين وكتاب مجالس و خبراء مكاتب بحثية و استراتيجية شكلية ساهمت اعلامياً في خلق فوضى معلوماتية متناقضة اضلت الجماهير العراقية و اختلط الخيط الابيض بالاسود حيث اصبح تميز الحقيقة امراً صعباً وكل ذلك ساهم في التشظي و التمزيق والتفرقة والتقسيم .

  وبعد معركة ((داعش)) اضيف الى هذا الكم الهائل عدد من محرري الصحف و القنوات الفضائية ... اللذين يستطلعون يومياً في جلسات ((فضائية )) تجار السياسة و الاعلام و الحقد والكراهية ، والتطرف الديني و المذهبي ، و الاثني العنصري المتطرف ، و التحق بتهم روؤساء عشائر ((مزيفين ))  كنجوم شاشة محترفين .

 هذا التوسنامي المخرب تم تمويله و انشأ و اسس اصلاً لتهديم و تخريب و تقسيم و تجزأة النسيج الاجتماعي ...  و اثارة النعرات بكل الوسائل المادية و الاعلامية الممكنة ، واصبحت لدينل في العراق و على عموم بلدان ((الربيع العربي...!!)) مصانع ((فبركة )) الاخبار و المعلومات الكاذبة المضللة لخدمة اهداف اجنبيه و اقليمية عدائية متهمة بأثارة الفتنة ، وتهيئة الاجواء الاجتماعية ، لتأجيج الصراعات الثانوية ،وايصالها الى حالة من  التصادم و الصراع و الاقتتال ، وخلق بيئة حاضنة لاستقبال و تعظيم هذة الشحنات الاعلامية الى مناطق اقتتال بين افراد الشعب و المجتمع الواحد .

((باموال البترو /دولار ))... لقد سخر وحرف كل شيئ في المنطقة و تحول كل ماهو جميل و طبيعي في هذه المجتمعات و كل ما هو ايجابي ، الى سلاح قتل وتفريق و تمزيق و تطرف و تكفير و تخوين و اجتثاث و تصفية ..!!! ولتحويل  وسائل الاتصالات الالكترونية الحديثة من وسائل تواصل اجتماعي و اعلامي خبري لتعميم  المعرفة و المفاهيم الانسانية المدنية الحديثة  المعاصرة لنهل الحضارات  و العلوم و الفنون و تقريب وجهات النظر ، و الحصول على معلومة دقيقة و حقيقية .... واصبحت بعض هذه الابواق وسائل للتضليل واثارة الحقد و الكراهية 

 كل ذلك تحول الى تسونامي سلبي كاسح . و خطير لاصطدام الحضارات و العوالم.... لاحداث  زالزال كارثي في المنطقة  ... و تحولت معظم هذه الوسائل المبدعة الخلابة الى صواريخ و راجمات و سيول جارفة و طوفان  من الاتهامات والسباب و الشتائم ، وتضخيم الاشاعات المقرضة و ايجاد الوسائل والطرق لبث الفرقة بين المجتمع الواحد .. و العمل على ايجاد وسائل جديدة للتفرقة و التناصر ، و التصفيات تحولت الديمقراطية في بلدنا والحرية الفردية الى ((محاصصة سياسية متصارعة  )) و فوضى صارخة ليس عليها اي رقيب و ضابط اخلاقي و اجتماعي ، وليس يحكمها ضمير او اي قواعد مهنية مؤثرة ، وبعيداً عن معايير مصداقية الخبر ، ونزاهته ، وعدالته ...!!!

بعيداً عن مواثيق الشرف و المواطنه الصالحة و الانسانية و تعميم مفاهيم المساواة و العدالة و حقوق الانسان .

 فقدت المصداقية تماماً في معظم وسائل الاعلام العراقية ... او على الاقل عدم دقتها و مهنيتها للتحري عن المعلومة الدقيقة الصادقة ، التي تنطق عن الواقع الحي الناصع . و ترابطها مع مصلحة الوطن و المواطن 

   ولقد قال الشاعر معروف الرصافي

آمن السياسة ان يقتل بعضنا
بعضاً ليدرك غيرنا الامال
آمن المرؤة ان نريق دمائنا
اسفهاً لمطمح طامع و ضلال
و قتلته بالقول لا بمهندي
والحرب احرى ان تكون مقال

الغريب ان تقف الحكومة متفرجة كانما الامر لايعنيها . اذ اصيبت بالشلل و طغت الصراعات و الاختلافات بين المركز و الاطراف ... و بين الحكومة و مكوناتها الحقيقية وزراء الحكومة و البرلمانيون هم اول المتصارعون و مثيرو الفتنة و الشغب و الانقسام و تصريحات التسقيط و الاتهامات المتناقضة تثار من داخل العملية السياسية قبل غيرها من الاطراف المعادية و كل حسب مصالحه الشخصية و حزبه و طائفته و قوميته ، وانتمائه المناطقي و العشائري .! 

تضاربت تصريحات المسؤولين العراقيين ((كل حسب هواه )) و لم يحلو لهم مناقشه امورهم الامنية و العسكرية و السياسية و الاقتصادية الا عبر وسائل الاعلام في الليل و النهار و تحولت المخاطبات الحكومية الرسمية الى مخاطبات و اعلانات اعلامية .. ومن المضح و المبكي ان انتقلت هذه المخاطبات الى القوات العسكرية و الامنية ، و اصبحنا نسمع اخبار الحركات العسكرية ، و عدد القوات و عدتها و تسليحها و مسارات الحركات و اهدافها و خططها ، ونوع الخرائط المستعمله عن طريق الاعلام و ليس من القادة فحسب بل من الجنود قبل الضباط كل يبحث عن كاميرا و ميكرفون و انوار ساطعة ...! 

و اصبح السياسيون و القادة التنفيذيون رجال اعلام مشهورون و معروفون تركوا وظائفهم الرئيسيه ومهنتهم و اصبحوا نجوماً اعلامية بارزة .

لقد ضعنا بين هؤلاء  ((المزيفون )) و ارتعبنا من هذا الزلزال ، والتوسنامي المدمر للنسيج الاجتماعي و مزق السلم الاهلي و لكل سكينه و لكل استقرار ..... اليس هناك حرب ياسادة يا كرام الى متى نبقى بهذه الحالة من الفوضى والعبثية .!

و هذا يمكن حله باجراء بسيط بقيام الحكومه ووزاره الدفاع بتحديد مكتب اعلامي واحد ، و ناطق عسكري واحد ، يجمل العمليات و الحركات العسكريه و الامنية (( بيان يومي واحد ))يجمل الوقائع و الحركات والمعلومات .

ويمنع المسؤولين الحكوميين و الامنين و العسكريين من التصريح او تداول المعلومات العسكرية و الخطط و المعلومات و الحركات ... يا حكومة وحدي خطابك الاعلامي الرسمي ... اهذا مطلب كبير !!!

بهذا نصون الدماء و نقلل من الخسائر البشرية و المادية و الاحباط المعنوي و النفسي . 

ان الحكومة ملزمه امام ابناء شعبها و مواطنيها ان تنقل لهم الصورة الحقيقية الواقعية وبكل مصداقية و شفافية ، و عليها تشريع  القوانين والانظمة و التعليمات التي تخدم هذا الهدف و على نقابة الصحفين و هيئات الاتصال و الاعلام تنظيم معايير ملزمة و ضابطة لتحقيق ذلك ... 

و على المجتمع الحذر من نقل المعلومة غير الدقيقة التي تضر بالمجتمع و تعقد من ازمته . 

ان البحث عن الحقيقة و المصداقية و نزاهة نقل الخبر .. لا تتعارض ابداً (( مع حجب بعض المعلومات العسكرية الخطيرة)) التي تعتبر في كل الانظمة الديمقراطية  ((اسرار عسكرية )) يحجب تداولها ، لانها تمس امن الوطن و المواطن و لقد قيل يوماً 

((خلق الله لكل انسان عينين ، و لكن الناس لا ينظرون الا بعين واحدة ...)) 

وكما قال الكاتب ((H.G.wells)) ((الاعور في بلد العميان ملك )) كل يحرف الحقيقة الى اتجاهه ومصلحته الخاصة .... 

خلصونا من هذا التوسنامي الكارثي الفوضوي المدمر .... في بلاد الفوضى الخلاقة ....!!!

اين الادارة الرشيدة . و الخبراء و الاعلاميون .. من هؤلاء الفوضويين

يا باري القوس برياً ليس يحسنه
لا تظلم القوس اعط القوس باريها

 و يعتبر الاعلام السلطه الرابعة للدول الديمقراطية فاننا بكل تأكيد مع حريه الاعلام و ضد كل عملية قمع وحصر و تقييد حرية الرأي و النقد وكشف الحقائق و محاربة الفساد و الهزيمة والانقسام و الاستبداد الا اننا في نفس الوقت و في زمن ((الحرب)) علينا الابتعاد عن كشف الاسرار العسكرية الخاصة حفاظاً على دماء المواطنين عليهم الدفاع عن حرية و مصالح المواطنين جميعاً وعلى الجميع تهيئة الظروف والمناخ الملائم لاعلام حر مستقل وطني نزيه كفوء قادر على رصد ومراقبة التوجهات السياسيه و الاجتماعية و الثقافية مع الالتزام بضوابط مهنية تتفق مع المعايير الدولية الديمقراطية و الحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي و السلم الاهلي و الاستقرار و الوحدة الوطنية . 

 وقال وارن جونسون

(( عندما تندلع الحرب تكون الصيحة الاولى هي الحقيقية ...))

 أبو طالب الهاشمي

2015/6/8

مذكرات و حياة أبوطالب الهاشمي - الصفحة الرئيسية -     المسار الصعب     الفجــــوة     العمارة الكحلاء     رؤى وأفكار في الاقتصاد والمال     التجارة الداخلية في العراق جزئيين    

     الملف الاقتصادي مجلة دورية اقتصاديه     مقالات وخواطر أبوطالب ألهاشمي اليوميه     شجرة العائلة     خارطة الموقع

اعلى الصفحة