((اضغط هنا)) الراصد المنير: مقالات دورية

كتابات وخواطر أبوطالب ألهاشمي

 
  مذكرات وحياة أبوطالب الهاشمي  
اهلاً و سهلاً

اشتراكية ... أم تقشف مدقع..

 في الثمانينات وجهت لنا دعوة من عدد من الدول الاشتراكية "الشيوعيه " لزيارتها ، للاطلاع على تجاربها التجارية ولقد جمعت الوزارة هذه الدعوات ، ووحدتها في موعد متقارب ، وكنت أحد أعضاء الوفد الخماسي وبصفتي رئيس مجلس ادارة المؤسسه الاستهلاكية . وكان الوفد برئاسة وكيل وزارة التجارة للشؤون الخارجية .

ولقد شملت الجولة زيارة كل من " بلغاريا" رومانيا " هنغاريا" جيكوسلفاكيا " المانيا الشرقيه " واخيرا يوغسلافيا ... " .

ولغرض تحقيق الفائدة القصوى من السفره ، تم أختياري بتقديم خلاصه واستنتاجات نهائية لكل سفره، تناقش في نهاية السفره من قبل الوفد ... لاعتماد توصياته وتقريراته النهائيه ... !!

واليوم وجدت من المناسب أن الخص أهم الانطباعات التي لمسناها من خلال مقابله مباشرة مع عدد من المسؤولين الكبار في قطاع التجارة ، وبعضهم وزراء ، واعضاء المكاتب السياسية في الحزب الشيوعي الحاكم في هذه البلدان ولقد تزامنت هذه الاجتماعات مع زيارات ميدانية لمراكز صنع القرار والمواقع التسويقية العامة ، والمرتكزات الاساسية للبنية التحتية لقطاعي التجارة الداخلية والخارجية .

والحقيقة لقد كان الاطلاع على هذه التجارب الشرقية التي تعتمد تنظيرات الايدلوجية الماركسية والمنهج التطبيقي "الشيوعي" في هذا القطاع ، وهو قريب جدا وفي مواضع عدة من المنهج السوفياتي في حقل التجارة .

والمهم لقد وجدنا بيئته مشتركة بين هذه البلدان وهي أرتفاع" التضخم" ووجود سعرين للعمله المحلية أحدهما رسمي والآخر في" السوق السوداء ، الموازي " وهناك فرق شائع بين السعرين ، وثبتنا الملاحظات الاساسيه الاتيه :-

 

1-         تتصف هذه الاسواق بأنها "سوق ندرة وشحه للمواد والسلع الاستهلاكية وخاصه الغذائيه التموينيه .."

2-         حصة الفرد محدودة وغير كافية للحاجة وان حصة المواد الغذائية غير جيده ، ولاتمنح نسبه كافية من السعرات اليومية اللازمه .

3-          نجحت بعض هذه الحكومات بايجاد آليات مناسبة للتوزيع والمساواة ... والتزام بالتوقيتات المحددة للتوزيع .

4-          لاتتوفر سوق بدائل كافية ومتعدده للمستهلك ليلتجأ لها عند الضرورة .

5-          نجحت بعض هذه الحكومات في معالجة حالات الفساد والاختراقات في هذا النظام .

6-          الآلية متعسفة وتكتفها كثير من الاجراءات البيروقراطية غير المبررة .

7-          لقد شخص أغلب وزراء التجارة الحالات السلبية بنجاح ... ولكنهم " قد بدو" غالبا بأنهم أعجز من أن يصلحوا هذه الاختناقات .

8-     كان استعمالهم لتكنولوجيا المناولة والتخزين والفحص متخلفا في كثير من هذه البلدان ... ولكننا وجدنا أهتمام كافي لتطوير الكوادر التجارية .. وزيادة معارفهم في مجال أختصاصاتهم .

ولقد لاحظنا ذلك جليا وواضحا في "يوغسلافيا" مما جعلنا أن نختارها كمركزا لتطوير كوادرنا التسويقية في "سرافيو" بالذات بأعتبارها مركزا اسلاميا .

9-     لاحظنا ان الاتحاد السوفياتي يفرض على بعض هذه البلدان تصدير بعض المنتجات الزراعية والتموينية اليه بدلا من توريدات النفط والغاز ، وبعض السلع الانتاجية التي يصدرها لهذه البلدان.

10-      ان سياسات التقشف والتوزيع التمويني الحاد سائد في هذه الانظمة ... مما جعل الحكومة تتدخل في قنوات تسويقية تفصيلية ضيقة . ومن الغريب أن نبهنا أحد الوزراء لهذه الظاهرة وانتقدها بشده ، وادانها بحرارة ... بل تنبأ بأنها ستكون سببا في فشله بالانتخابات الحزبية للجنة المركزية لانه تأخر في ايجاد ووضع الحلول الناجحه لهذه المشكلة المزمنه .

 لقد لاحظت ان كافة الوزراء يسجلون اللقاء معهم الكترونيا ... حيث كانوا يضعون لاقطات التسجيل بشكل واضح في ياقاتهم وبدلاتهم .

كانت لهذه الزيارات آثار أيجابية لتجاوز عدد من المشاكل والاختناقات التسويقية ، وفتح سبل ووضع حلول عميلاتية ناجحه لعملنا ... في ضوء الاطلاع على تجارب الآخرين ... والاستفادة من خبراتهم ورؤاهم ونصائحهم العملية :-!!

كانت سفره ثرية بالمعلومات والدراسات المقارنة في التطبيقات التسويقية في ضوء المفاهيم الفكرية والسياسية والاجتماعية .. لشعوب تعتاش مراحل تطور أقتصادي مختلف في الموارد والاحتياجات التسويقية والاجتماعية ..!!

انها تجربه فذه ... واستطلاع عملي رايع لتجارب الآخرين .. !!

 أبو طالب الهاشمي

2015/9/3

مذكرات و حياة أبوطالب الهاشمي - الصفحة الرئيسية -     المسار الصعب     الفجــــوة     العمارة الكحلاء     رؤى وأفكار في الاقتصاد والمال     التجارة الداخلية في العراق جزئيين    

     الملف الاقتصادي مجلة دورية اقتصاديه     مقالات وخواطر أبوطالب ألهاشمي اليوميه     شجرة العائلة     خارطة الموقع

اعلى الصفحة