((اضغط هنا)) الراصد المنير: مقالات دورية

كتابات وخواطر أبوطالب ألهاشمي

 
  مذكرات وحياة أبوطالب الهاشمي  
اهلاً و سهلاً

الفكر السلفي التكفيري .... المهزوم

 منذ السبيعنات تبلور بشكل بارز فكر تكفيري سلفي جهادي ظلامي ظلالي مهزوم ... من خلال ردة فعل سياسي في احد السجون المصرية ... وتمرد فاضح لفكر اسلاموي كان يبرر الخنوع والانكسار للحكام .... وعدم الخروج عن جور الولاة بل يوصي بالصبر على طغيانهم  ، وتقديم الولاء والطاعة لهم .... وهكذا برزت الايدلوجية (( السلفية ، التعصبية )) بتكفير الافراد و الجماعات و الانظمة و المجتمعات و الدول المعاصرة وعدها(( مجتمعات   وانظمة جاهلية )). .... وجوز سفك الدماء من كل مدني يرضى بالقوانين الوضيعة ، ويتقبل القيم الغربية واوجد دفعاً لانتشار (( العمليات الانتحارية الاستشهادية )) والقتل العبثي العشوائي في هذه المجتمعات ... حيث كرس حاكمية الهية .... ودان الحاكمية الوصفية ...!!! 

 (( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق )) 

 مقولة واية قرآنية اسلامية ، تم نسخها من هذه الفئة الضالة ظلماً وبطلاناً ... وازاحوا الايات التي تثبت  (( لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الفي ...))  ... (( ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعاً افأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ))وحل الطغيان العقائدي القمعي ... محل الفطرة والتسامح والحب ومنظومة الاخلاق السامية (( ادبني ربي فاحسن تاديباً)) .... وتحولت سلطة اساطير الاولين ، ومعتقداتهم القبيبية الى ((اكراه )) والاكراه الى عنف واستبداد واصبحت السلطة الدينية عمليات قهر ، وتحول الايمان بالله الى الايمان بالسلطة والامارة المتخلفة التي تنافي كل النزاعات الانسانية 

 فمنذ معركة صفين علت صيحة (( لا حكم الا الله )) من قبل الخوارج المارقين في عام ((٣٧ هجرية )) وتلقف هذه الدعوة (( الحاكمية. )) سياسياً الداعية الهندي ابو الاعلى المودودي بالتنسيق مع الاخوان المسلمين وطور ذلك سيد قطب ، وتحولت هذه الايدلوجية الخبيثة الى وسائل اسلامية تبيح التكفير والدمار والفناء والقتل و الاستباحة 

حاكمية البشر عند (( المودودي )) مرفوضة لانها تتجسد في رفض النظم الوضعية (( العلمانية - القومية - الديمقراطية )) التي تمثل الدولة الحديثة المعاصرة ... المأخوذة من الحضارة الغربية فهي بعرقهم (( جاهلية محضة )) يجب رفضها ومحاربتها والتصدي لها لانها ترفض (( الحاكمية الالهية )) 

 وهكذا تحول هذا الفكر (( الاسلاموي )) الى فكر متحجر منغلق غير عقلاني .... واصبح كتاب (( معالم في الطريق )) ادلوجية قائلة مجرمة .... وامتداداً لطريق (( ابن تيمية ، والجوزي )) الذي اصل موضوعي (( الجهاد ... والتكفير )) ... و الذي مهد لظهور الفكر الوهابي محمد بن عبدالوهاب (١٧٠٣- الى ١٧٩٢م ) وكتاب التوحيد حافل بامثلة ناطقة عن هذا الفكر .. الذي يؤمن بالعداوة وتجريد السيف ومبدأ (( الولاء والبراء )) وتمجيد السلفية الوهابية حيث نادى بابن سعود على ان يعينه خليفة ويورثه الارض وماعليها ..؟؟!!

 وقال القرضاوي (( ... ان الحاكمية اصل قديم من اصول الاسلام ..)) وعلى هذا النحو عشنا نحو تسعة قرون من القرن الحادي عشر ميلادي الى القرن العشرين ، في وضعية وحالة فقهية ... تنفي الشك وتفرض التسليم ، وتعتبر الدين ، العلم الوحيد وتنصب العالم الفقيه في المقام الاول كحاكم وهكذا اصبح ((القياس)) بديلاً لكل جديد وعودة للسلف  القديم وبهذا خلق سداً وحاجزاً فكرياً على العقل العربي ... ان هذا الفكر المتخلف يرى ان التاريخ في سقوط مستمر وان السلف خير من الخلف واعتمد ذلك على حديث غير موثوق (( خير القرون قرني ...)) 

 وهذا كما يعتقد الكثيرون المنبع الدائم للحركة السلفية والعودة الى الوراء ... ووضعنا انفسنا خارج التاريخ والزمان ... والغينا البعد التاريخي من وجداننا المعاصر ..!!! 

 ولقد تعاونت الوهابية السلفية واطلقت الجهاد العام بالتنسيق مع اجهزه المخابرات الامريكية والباكستانية ضد الوجود السوفياتي الشيوعي في افغانستان ... وسخرت لذلك عشرات المليارات من الدولارات والدعم اللوجستي والديني والفقهي لتعبئة جيوش من المتطرفين المسلمين التكفيرين وهجرتهم الى (( كابول )) لقتال الكفرة ؟ . وبهذا خلقت نمطاً جديداً من العنف والارهاب في العالم باسم الاسلام والسلفية الجهادية . واوجدت مفاهيم غريبة من شرعنة الانتحار والاستشهاد والقتل العبثي الجماعي وغلفت كل ذلك باطروحات فكرية دينية غيبية لااساس لها في الاسلام . وفي كل اديان العالم . 

 وهكذا تم ربط الاسلام بالعنف ... واصبح امراء (( الحرب )) ... هم القضاة والمنفذون ... سلطات مطلقة حاكمة في الدنيا والاخرة ولديهم حق اشتقاق الاحكام الشرعية جزافاً ، فهم مصدراً لكل قانون وعرف ، بدون اي الاتزام اخلاقي واجتماعي ..!! 

واصبحت (( السلفية الجهادية )) غول مارد ظالم .. واصبح الطغيان العقائدي السلفي الديني سيفاً مسلطاً على رقاب الجميع ... من اجل تأسيس دولة ... وخلافة وامارة ... وتم تعميم   ((  لا   ))     اسلامية منافية لكل العالم ....!! فالاسلام الوهابي ... واسلام القاعدة ... والاسلام الاخواني يرفض الجميع ... ولايعترف به ... ويكفره .. فان العالم المعاصر فاسد وجاهل ... يجب ادانته وازالته وسحقه ..!!! وهكذا مهدت كتابات وافكار السلفية الجهادية ، مثل عبدالله عزام ، وايمن الظواهري ، واسامة بن لادن ، وابو محمد المقدسي ، وابو قتادة الفلسطيني ، وابو مصعب السوري ، والقرضاوي ، و السرورية (( محمد مسرور زين العابدين )) ... ومن لف لفهم من فقهاء وعلماء التظليل والتكفير وتدخلات (( اردوكانية عصمانية )) وطموحات قطرية تعززها خطط تفكيكية صهيونية - اطلسية واعلاماً واسع مزيف مظلل بطروحات فقهية ناشزة 

((   واللا ))  السلفية الجهادية هي اعتراض على العالم الحديث بشكل عنيف انقلابي في الداخل والخارج هي تغليب وبالقوة ارادة الماضي على الحاضر والمستقبل وجعلوا الحاضر كفراً وخيانة وجاهلية يجب التبرؤ منه واجتثاثه ... انهم يدعون الى الموت والفناء .. والى جعل العالم (( مومياء )) من السلوكيات والقيم ... وتقتل وتغتال كل حي وناشط يسعى الى الخضرة والحياة والتقدم والمعاصرة .....!! ولقد ارتدت القاعدة، على صانعيها بعد ان شعرت بالاستقلال المالي والسياسي وشعرت بنشوة النصر التي حققته مع طالبان في افغانستان ..... وانتفضت على من ساهموا بصنعها ....!!! وصنعوا كردة فعل احداث ايلول ٢٠٠١ لتحقيق مقولاتهم التدميرية كعقاب ديني آلهي وفاتهم ان الاسلام يلتزم بالاية الكريمة (( ولا تزر وزارة وزر اخرى )) (( ومن قتل نفساً بغير نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعاً ...)) 

 لقد ثبت حتماً ان الاسلام السلفي الجهادي والقاعدة  و احفادها من التنظيمات الارهابية داعش والنصرة والجبهة الاسلامية وحركات الهجرة والتكفير ماهي الا صنيعة  دول ومخابرات رغم الارتدادات الثانوية على الانظمة الغربية والعربية .

اذا كانت فرقة الازارقة من الخوارج ، المنسوبة لنافع بن الازرق .... تبيح قتل نساء واطفال من لا يشاركونهم في المذهب بل قامت بقتلهم فعلاً ... اذ انها نسبت الى افكارها ... نسباً آلهياً ، اذ ان دعاة الحاكمية الالهية من الاسلاميين بمختلف  تطلعاتهم وتنظيماتهم اصبحوا وحوش العالم و سفاحوا الماضي والحاضر ورمز العدمية والفناء المدمر والموت الاسود المحكم . 

 ان تفكيك هذه (( الانغلاقات التراثية )) والخروج من (( السياجات الدوغمائية المغلقة )) وتحرير الوعي الاسلامي من الفكر الاصولي الظلامي ... و النصوص السلفية الطقسية والعصيبات المزمنة ... والتطرف و الغلو ... ورفض الجمود  الفكري والاستبداد بالرأي وكره التعددية ومنع حق الاختلاف . .... واصبح لازمة لرفض هذا الفكر المنغلق التكفيري الاستبدادي 

 ان تعميم النزعة الانسانية ، والدعوة للانفتاح والتسامح .... تخفف من الانقسامات الفكرية الحالية ... اذ بعد موت (( النبي محمد )) مباشره عام  ٦٣٢ميلادية لم يتسنى للمسلمون الاتفاق على نوع الخلافة ووسائلها وطرقها ... وكيفية خلق سيادة ومشروعية دينية روحية تمنهج نظام واحد يحدد (( الامامة و الخلافة )) و لكن الخلاف مازال مستمراً .... والتناقض في المفاهيم يتصاعد منذ قرون  ولا احد قادر حتى بالقوة حسم هذا الموضوع اللاهوتي الفكري والسلفيون متمسكون بسياجات واطر خاصة ، وحلول اسطورية غامضة لا تستند على اسس تاريخية ، وانما هي حلول اسطورية ايدلوجية مضللة لا تمثل صورة حقيقية تاريخية ... ولا توفر اصلاً حلاً عقلانياً شرعياً مستقراً .  يتلائم مع الانظمة  الحديثة المعاصرة 

 ان الانظمة الاوتوقراطية الحالية لا تمثل مشروعية اسلامية حقيقية ... وانما هي انظمة استبدادية تمثل الطغيان والتخلف و الجمود .... وهي اصلاً واولاً لا تصلح في العصر الحديث ان تكون نموذجاً للحكم باسم الله العلي العظيم او بدونه ..!!!

 فهي فقدت الشرعية الشعبية وقبلها فقدت السماء والارض معاً ورفضها العقل البشري المتقدم المتحرر الواعي 

 فلا خلافة ولا امارة ولا وطن يقبل بالاستبداد والطغيان و الهلاك و التدمير والتفكيك ....... الكل يبحث عن السلم والاستقرار و الرفاه الاقتصادي و الاجتماعي وينحو منحى تقدمياً انسانياً واعداً

أبو طالب الهاشمي

2015/7/1

مذكرات و حياة أبوطالب الهاشمي - الصفحة الرئيسية -     المسار الصعب     الفجــــوة     العمارة الكحلاء     رؤى وأفكار في الاقتصاد والمال     التجارة الداخلية في العراق جزئيين    

     الملف الاقتصادي مجلة دورية اقتصاديه     مقالات وخواطر أبوطالب ألهاشمي اليوميه     شجرة العائلة     خارطة الموقع

اعلى الصفحة