((اضغط هنا)) الراصد المنير: مقالات دورية

كتابات وخواطر أبوطالب ألهاشمي

 
  مذكرات وحياة أبوطالب الهاشمي  
اهلاً و سهلاً

 المحاصصة السياسيه

  

‏‫ أنتهجت بعض الدول في أنظمتها السياسيه الديمقراطيه ، منهجاً لاداره وانتقال السلطه و تشكيل الحكومات ... حيث يقوم الحزب  الفائز بالاغلبيه النيابيه بتشكيل الحكومه . منفرداً أو بائتلاف مع احزاب اخرى على منهاج سياسي و استراتيجيه واضحه ... وتشكل باقي الاحزاب والكتل والاشخاص معارضه ديمقراطيه للحكومه .

 وفي العراق اقر الدستور في الماده ((٧٦)) يكلف رئيس الجمهوريه مرشح الكتلة النيابيه الاكبر عدداً لتشكيل مجلس الوزراء . 

 ولكن سلطه الاحتلال الامريكي ، ابتكرت منهاجاً جديداً ، يعتمد المحاصصه السياسيه والطائفيه و العرقيه حسب مكونات العراق ، لاداره الدوله العراقية ، وتقسيم السلطه بين ثلاث مكونات ، الشيعه ، الكرد ، السنه ، كما هو حاصل في مجلس الحكم ، وبعد الانتخابات تم تقسيم القيادات الرأسيه للدوله بين هذه المكونات .... ويعتمد هذا الاسلوب غير الدستوري في باقي المسؤوليات الحكوميه مع اخذ الحصه الانتخابيه لكل مكون في تقسيم السؤوليات الادنى ، والادهى من ذلك ترشح الاحزاب التي تمثل المكونات ، الشخصيات المطلوبه ، و تعتبر ذلك ملزماً لرئيس الوزراء ... حيث لا يحق له اختيار مرشح ما من نفس المكون ، يمتاز بالخبره والنزاهة و الكفاءه . 

ان نظام المحاصصه السياسيه تحول بالتطبيق العملي الى نظام محاصصه مذهبيه و عرقيه و بدلاً  من تحقيق المشاركه الايجابيه بالسلطه و تحقيق الوحده الوطنيه و السلم الآهلي ... تحول هذا النظام الى عامل تخريبي فرق وقسم العراق الى طوائف و اعراق متصارعة على المصالح ، والعمل على نهب و سرقة ثروات العراق ، واثاره الاحقاد ، وخلق الازمات ورغم ان الجميع مشترك بالحكومه المركزيه ولكن نجد ان الصراعات العنيفه تتصاعد ، ولم تحقق الحكومات المتعاقبه اي انجازات مهمة للشعب ، وفقد الامن و بددت ميزانيات العراق ، وتم اقتسامها بين الادارات ولم يلمس المواطن الا التدهور الامني ، وعشرات الالآف من القتلى و الجرحى ، والسجناء ، وتراجعت الخدمات وازدادت البطاله ، وارتفعت نسبه العوز والفقر و وصل عدد النازحين داخل القطر ، والمهاجرين خارج العراق اكثر من خمسه ملايين مواطن ومئات الالآف من الشهداء والجرحى والمعوقين و أكثر من مليون ارمله و يتيم .

و فشلت الحكومه في مقاومه الارهاب التكفيري ، واصبح العراق ساحة حرب وارضاً خصبه للصراعات الدوليه والاقليميه ويعتبر العراق الدوله الاولى بالفساد المالي والاداري و السياسي . 

ان المحاصصه السياسية الطائفيه و الآثنيه لم تنجح حتى في اقرار القوانين المهمه مثل قانون الاحزاب ، وقانون النفط والغاز ، وقانون المحكمه الاتحاديه ، و قانون مجلس الاتحاد ، وقانون آلحرس الوطني .... بل انه فشل حتى في اقرار موازنه ٢٠١٤ وما يحدث في البرلمان من شتائم و سباب و صراع بمثابه مسرحيه ساخره تعبر عن واقع العراق المرير مع وجود المحاصصه السياسيه وتجميد كل الاليات الديمقراطيه البرلمانيه . 

وتحولت المحاصصه الى فوضى عارمه ، و الفدراليه الى دويلات و امارات متصارعه متناقضه وغلبت الهويات الفرعيه ، المذهبيه ، والمناطقيه والفئويه و العشائريه وتحولت أجهزه الدوله المدنيه الى مافيات سرقه و فساد علني و تراجعت المفاهيم الديمقراطيه وسلبت حقوق وحريات المواطن الآساسية ، و تصاعدت أعمال الخطف و الاغتيال ..... كأنما التفجيرات و المفخخات لا تكفي . و تحول يوم المواطن الى جحيم مستمر .    

 دعوة مخلصه لتخليصنا من نظام المحاصصه الطائفيه ... وترسيخ النظام الديمقراطي وتحقيق الوحده الوطنيه والسلم الآهلي .

 لذا علينا جميعاً المطالبه بالغاء الطائفيه السياسيه و التأكيد على المصالحة و الوحده الوطنيه و المشاركه الشعبية الواسعة و تغليب العلمانيه السياسيه في آجهزه الدوله مع اعتبار الدين ركناً اساسياً للمجتمع .

أبو طالب الهاشمي

2015/5/27

 

مذكرات و حياة أبوطالب الهاشمي - الصفحة الرئيسية -     المسار الصعب     الفجــــوة     العمارة الكحلاء     رؤى وأفكار في الاقتصاد والمال     التجارة الداخلية في العراق جزئيين    

     الملف الاقتصادي مجلة دورية اقتصاديه     مقالات وخواطر أبوطالب ألهاشمي اليوميه     شجرة العائلة     خارطة الموقع

اعلى الصفحة