((اضغط هنا)) الراصد المنير: مقالات دورية

كتابات وخواطر أبوطالب ألهاشمي

 
  مذكرات وحياة أبوطالب الهاشمي  
اهلاً و سهلاً

كهوله حالكه

ما اشهده هذه الايام (( وانا في كهولتي )) لقطات من الكوارث و المآسي والتي تحل في موطني ، قتال شرس ، ونهب وحرق ، وذبح و تعذيب ، و سبي للنساء وتخريب و تهديم القرى و المدن ، وتجريف للاثار و دور العبادة بل وكل شي جميل .

تفجير سيارات و آليات مفخخة و التي تتفنن في ايجاد و سائل جديدة للتلغيم ، واختيار اكثف الاماكن ازدحاماً بالسكان ، لايقاع اكبر عدد من الضحايا و الخسائر البشرية بلدي يحترق يفنى ، يتفتت يتمزق عرقياً و طائفياً و عشائرياً و مناطقياً شاقولياً و افقياً و من كافه الاتجهات و الاغرب من ذلك كله ... بلدي يتحطم بيد أبنائه ، و بتمويل و تحريض من سياسين ورجال دين ، وبعض مثقفيه .  يثيرون الكراهية و الاحقاد ، يخلقون المبررات و الأسباب ، السياسية و الفكرية و المذهبية و العرقية للصراع والقتال و كلهم يريدون ان يصبحوا امراء لأطلال الخراب و الدمار . 

 ن يبني هذا الحطام ، من يعيد الضحكة ليتيم فقد اباه ، وام ثكلى فقدت ابنها و زوجة حزينة أضاعت زوجها و رفيق حياتها . 

واب فقد عائلته او ابنه الغالي . 

من يعيد الى النازح بيته مزرعته و قريته الكل مشغول في مصيبته و مآساته و يعض على جرحه من يوقف نزيف هذه الامه ، و يداوي جرحها ومن يعيد لهذا الجريح المعوق ساقيهِ ويديه . 

رحمه بالبؤساء و النازحين من وطني تفاقمت البطاله  والعوز و الفقر و التخلف في بلدي ...!!

و مازالت هذه الهجمه المريره الحالكه ترزح على مناطق وطني ، ومازالت تتمدد، وتنشر الظلام في أزقه مدينتي ... وكيف لا وهذه العاصفه الهوجاء ، يدعمها و يمولها . و يغذيها ابناء عمومتي و جيراني الذين يتغذون بافكار سوداء متخلفة مقيته لاتعرف الحب و الخير و المسامحة ... فهم مجبولون على العنف و الكراهية .. نفوسهم مريضه  و عقولهم مسطحة ، و فتواهم مقيته مقززه . 

 ذذانا في كهولتي ، اعيش أيام و ليالي حالكه ... لا اشاهد و لا اسمع حولي الا اصوات تدعو الى الموت و الفناء و لا احلم الا بمناظر التصفيات الوحشيه للمواطن ، بل اصبح البعض من القنوات الاعلامية يبتكر و يصنع مناظر و مشاهد الخراب و القتل و الذبح على مدار الساعة و الايام . 

ما أتعس ان يجتمع مع الشيخوخة ، اليأس ، و الاحباط ، و الحزن ، وفقدان  الأمل ، و ضياع البدائل ، و الشك في المستقبل و القلق المفرط ، و فقدان الطمأنينيه و السكينة ، والخوف من المجهول ...!!! وكيف تقضي ايامك و اماسيك مع الاخطار و التحديات المستديمه و امامك وحش و غول مفترس ، يتحين لحظه استرخاء ، و ساعة غفلة ، و قدر ظالم ... و صدفه مشؤومه ، و ترصد عدو غاشم . 

عاصفة هوجاء في ليلة غابرة و سفينتنا تتقاذفها الامواج العاتية ، واضعنا البوصلة و الفنار و المرفأ ، وقبطاننا عصب عينيه من القيح، فأختلطت الالوان و ضاع المرسى والمرفأ .

و مازال ((الساسة العراقيون )) يصرون على السجال و التحريض و الصراع ... و مازالوا يطلبوا المزيد من التمويل و الاموال و السحت الحرام ... ليدعموا تخريبهم و ضلالهم ... و ما زالوا يأملون الحصول على مناصب اعلى لتسهيل سرقتهم و نهبهم لاموال و ثروات العراق . 

و كأن الفساد يجب ان يغطي كل ثنايا و مواقع الوطن ، وان الخراب يعم جميع بنيته التحتية الاساسية المركزية .

في كهولتي لم ارى سوى الظلام و الموت و الفناء ، صور دمار و كوارث و مآسي انسانية لا مثيل لها ... الا بافلام الرعب و العنف الهوليوديه الامريكية ....!!! اخراج هائل ... و انتاج نفطي سخي و اخشى ان يطول كأي مسلسل تركي مركب و معقد ... و لكن متى تنتهي هذه الدراما السوداوية ...ان الكهولة لا تنتظر ...!!!! 

لقد اسمعت لوناديت حياً
و لكن لاحياة لمن تنادي
ولو ناراً نفخت بها أضاءت
ولكن انت تنفخ في رماد

أبو طالب الهاشمي

2015/6/2

مذكرات و حياة أبوطالب الهاشمي - الصفحة الرئيسية -     المسار الصعب     الفجــــوة     العمارة الكحلاء     رؤى وأفكار في الاقتصاد والمال     التجارة الداخلية في العراق جزئيين    

     الملف الاقتصادي مجلة دورية اقتصاديه     مقالات وخواطر أبوطالب ألهاشمي اليوميه     شجرة العائلة     خارطة الموقع

اعلى الصفحة