((اضغط هنا)) الراصد المنير: مقالات دورية

كتابات وخواطر أبوطالب ألهاشمي

 
  مذكرات وحياة أبوطالب الهاشمي  
اهلاً و سهلاً

دولة مأزومة وحكومة مهزوزة هشة

لقد تأزمت الامور ، ووصلت لحافة الهاوية .... حيث تمدد الارهاب في العراق الى مستويات حادة وخطيرة من الناحيتين الامنية و الفكرية .... وان انهيار مؤسسات الدولة المدنية ،و كذللك النسيج الاجتماعي ، وانعدام الاستقرار ، قد خلق حكومات ضعيفة مترددة مهزوزة ، ليس لها وحدة قرار بل والاخطر ليس لها ارادة واحدة قادرة على معالجة الانهيار الحالي ، و الفساد المتفشي واتما هي مجموعة ارادات متصارعة متحاربة داخل العملية السياسية نفسها ، وتناقضاتها تنبع من داخلها وذاتها ، ولان هيكليتها خاطئة و استراتيجياتها تجريبية فوضوية ، غير حكيمة ولا راشدة ، وسياساتها متناقضة و متعارضة و سطحية و تجريبية بل انها في كثير من الاحيان سياسات بيروقراطية عميقة ، لا تنم عن رؤية ناضجة وتحليل صائب واستقراء جيد للواقع و الاحداث .....  

 بعد الغزو والاحتلال الامريكي للعراق تم التخطيط لادارة العراق مباشرة ، وتشكلت حوالي ((١٧)) فرقة بحثية لوضع سياسات مستقبل العراق و باتجاه ادارة فدرالية لثلاثة دويلات موحدة . 

 ولكن بمرور الزمن تحولت الادارة الامريكية الى ارساء نظام هجيني مسخ مشوه وكيان منحرف ، مبني على فرضيات غربية لا تمثل الواقع العراقي اطلاقاً ..... وهي مفاهيم و مناهج تفكيكية وتقسيمية ، ترسخ الكراهية و البغضاء ، والشحن المعادي العرقي والمذهبي .... بدءً من قلب الحكم ، ونهاية بصياغة دستور ، لا يمثل التوافق و التعاقد الاجتماعي المتوازن ، اذ كانت معظم مقرراته ضبابية ومتعارضة ... تضعف الدولة المركزية و ارتباطها بالاطراف بحيث حولت الفدرالية و الاقاليم الى دويلات متصارعة وخلق (( اقليم كردستان )) كيان مستقل جامح ليس له حدود جغرافية ثابته وهكذا فرق النسيج الاجتماعي ، واصبحت قوى التخريب و التهديم والدمار والنهب هي اسلوب و منهج الارادة الجديدة ، واول ما تحطمت مؤسسات الدولة المدنية وعلى راسها (( القوات المسلحة العراقية )) و هياكل الدولة المدنية . 

ولقد تحولت (( الديمقراطية )) الى محاصصة عرقية و مذهبية ومناطقية ، فغذيت روح البداوة و القبلية و العشائرية كظاهرة حديثة ، و استغلت كادوات تخريب و تفكيك ، وليس كاداة فخر وكرامة وبطولة ، وجذور اصيلة ونخوة واعتزاز عربي صارم بمنظومة الاخلاق والقيم الانسانية و الاسلامية الحق . 

لقد رسم المحتل خرائط التقسيم في العراق على اسس و احصائيات عامي (١٩٤٧) و (١٩٥٧) ..... لتقدير نسب مكونات العراق على اسس النتائج التالية :- 

((٥٤٪ شيعة و ٣٩٪ سنة )) للتقسيم الطائفي !!! و ((١٧٪)) كورد و (٢،٥) ٪ تركمان و (٢،٥) ٪ اقليات و ٧٨٪ عرب من حيث التقسيم العرقي 

وقد فرضوا النسب العرقية في (( محافظة التأميم )) على اساس حوالي ٤٧٪ اكراد ، والباقي عرب وتركمان و اقليات . 

 ان هذا التقسيم الاثني العرقي الطائفي المذهبي الذي اسست علية هذه الدولة من قبل المحتل الذي لم يرضى عليه ولم يقره اي طرف عراقي ، فالكورد يريدون الاقليم بحدود واسعة على باقي المحافظات و المكونات و يريدون رئاسة جمهورية العراق ورئاسة اقليم كوردستان رئاسة ذات و شاحين وسميت التأميم وكركوك (( بقدس الاقداس )) و رسموا خرائط و نفذوها حرفياً بالتنسيق مع داعش والاستعلاء  بالتحالف الدولي ، حيث زحفت قوات (( البيشمركة )) واحتلت بسرعة البرق كل الاراضي المتنازع عليها، والغى الكورد المادة ((١٤٠)) من الدستور من طرف واحد ، واعتبروا ان هذه الاراضي الجديدة عمدت (( بالدم البيشمركي )) و لايمكن التنازل عنها اطلاقاً فهي حدود آلهية ابدية سرمدية .... عرقية بامتياز واذا لم يعجب البعض هذا الوضع الجديد المستحدث فالنية متجه الى اعلان الانفصال وسيستمر بتهريب النفط العراقي وعدم التعاون مع المركز ، ومدعوماً سياسياً و عسكرياً وامنياً واقتصادياً (( بالتحالف الدولي )) . ويشهد الان البرلمان الكردي اختلافاً حاداً على رئاسة الاقليم وشجب رئاسة البرزاني الابدية . 

واما ((المكون  السني )) فرفضوا كل ذلك جمله وتفصيلاً يريدون ٦٠٪ من العراق واعلنوا ثوره العشائر السنية كأداة ثوروية لانقاذ وتخليص وتحرير (٦) محافظات ليس الا ...!!!! وستخط بالدم هذه الحدود المسقبلة واما المكون الشيعي فيطالب بكل الاراضي من جنوب البحر وحتى شمال بغداد وخط صد من خانقين الى بيجي ومن ثم الى حديثة ...!!!!   كل مكون عراقي يريد حصة لا تقل عن نصف العراق لارضاء المتطرفين من مجموعتة العرقية و المذهبية و المناطقية .... ولكن بالضد من هذه الاطراف وقف اغلب الشعب العراقي يدعوا بكل قوة للحفاظ على العراق الواحد المستقل المتحرر الديمقراطي الذي يحفظ لجميع المكونات العراقية حقوق متساوية  في ظل دولة مدنية ديمقراطية تسعى للوحدة و المصالحة الوطنية ....        وان سياسة التوافقات الثلاثية الاخيرة ... اصبحت مرفوضة وفاشلة من طرف العملية السياسية والحكومة الاخيرة ... ، فهي حكومة متناقضة و ضعيفة هشة مهزوزة غير قادرة على مواجهة التحديات السياسية و الاقتصادية وعاجزة عن تحقيق الاستقرار والسلم الاهلي في ظل هذه المخططات و الاوهام العرقية المذهبية المدفوعة من قبل توجهات اجنبية و اقليمية ... لادامة الاحتراب في العراق ومن المؤسف بدل تمسك القوى السياسية بالعراق الواحد الاتحادي الديمقراطي ... انتهج الجميع سياسة التناحر  و التمسك بكيانات جزئية ، وامارات صغيرة ليس لها القدرة ولا الموارد الثابتة التي تتيح تكوين دولاً مستقلة  مستقرة 

 ومن المعروف عند الجميع ان الكيانات اعلاه تحمل في طياتها منظمات و قوى سياسية متناقضة فالتجمع السياسي والكوردي مقسم الى اكثر من اربع  قوى  متصارعة ، والكثير منهم يرفض حصر القيادة بيد سياسي كوردي واحد ، واما التحالف الوطني الشيعي فانه يعيش تخبط لا مثيل له وانقساماته  تجاوزت خمسة كتل سياسية كبيرة، وعجز اخيراً اختيار رئيساً له منذ سنة . واما القوى السياسية السنية فتعيش ازمة تفتت و انشقاق واسع و رهيب ....!!!!! 

 ومن هنا يحق لنا ان نسأل  .... اي مصير مجهول ينتظره العراق من هؤلاء القادة السياسيين بكافة الوانهم و اطيفاهم الكل يسعى لتخريب وحدة العراق ليطمئن على مصلحتة الشخصية ومن ثم على مصلحه عرقه وطائفته ان التناقضات و الاحتراب  الداخلي من داخل (( العملية السياسية )) هو الاخطر والاشد على الدولة والحكومة الحالية ... وكيف لها وهي في هذا الوضع المتراخي الضعيف فهي عاجزة اصلاً عن مواجهة  خطر الارهاب والضغوطات و الهيمنة الاجنبية والاقليمية . 

وكيف لهذه الحكومة المهمشة ان تقف بوجه هذه المخاطر ، وخاصة ان البيئة العربية الحكومية و الخليجية بالذات ما زالت ترفض وجودة و تبذل مليارات الدولارات من الفائض النفطي و تسخر مئات السياسين العراقيين وعشرات التنظيمات المسلحة و اعلام هائل مضلل   وهي تعبئ الالاف من البشر الاجانب والعرب و العراقيين لاسقاط هذا النظام الذي بذر اصلاً من رحم (( خليجي )) واب اطلسي و عراب امريكي ... وخلقته و رسمته نفس العقول و الايادي التي خلقت مسخ (( القاعدة )) و احفادها من تنظيمات اسلاموية دموية (( داعش والنصرة و اخواتها من اطر مسلحة جهادية سلفية تكفيرية )) . 

 ان التحالف الدولي / الصهيوني / الخليجي عازم على خلق فوضى و فتنة مستقبلية بعد داعش في العراق هي حرب استنزاف طويلة بين ابناء البلد الواحد لترسيخ التقسيم و تثبيت حدود الامارات و الطوائف ورسم الحدود المحلية بين الاطراف و القوى (( المتنازعة )) لكل مكون امارةً واقليم . 

 انهم مازالوا يخططوا لتهديم و تحطيم العراق الواحد بلد الحضارات و القيم و الصفحات المشرقة .... بلد الرجال الرجال الذين خطوا بحروف من نور اسم هذا البلد السحيق ، بلد ، ادم ، ونوح ، وابراهيم ، كلكامش ، وسومر ، وبابل ، واشور .... بلد الانبياء و الاولياء الطاهرين (( وادي الرافدين )) بلد الزقورة الاولى ومسلة القوانين حمورابي و نبوخذ نصر و اشور بانيبال بلد السومرين و الاشورين العظام ...!!! 

 ان على جميع القوى الوطنية التي تؤمن بالعراق الواحد .... ان تتحد وتجتمع و تنخرط في اطار واحد للدفاع عن العراق الواحد الديمقراطي في ظل اجواء من المصالحة و الوحدة الوطنية وارساء  دعائم دولة مدنية معاصرة تؤمن بالمساواة و العدالة ، وتنهج لتأسيس حكومة قوية. فعالة ذات مشروع نهضوي شامل و لها القدرة على الوقوف بوجه هذه التحديات الكبيرة . 

 ناصروا العراق الواحد والدولة المدنية المعاصرة الديمقراطية لا تتنازعوا فيذهب ريحكم جميعاً ولكن هل يعي ويسمع ساستنا الفاسدون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أبو طالب الهاشمي

2015/6/24

مذكرات و حياة أبوطالب الهاشمي - الصفحة الرئيسية -     المسار الصعب     الفجــــوة     العمارة الكحلاء     رؤى وأفكار في الاقتصاد والمال     التجارة الداخلية في العراق جزئيين    

     الملف الاقتصادي مجلة دورية اقتصاديه     مقالات وخواطر أبوطالب ألهاشمي اليوميه     شجرة العائلة     خارطة الموقع

اعلى الصفحة